تحليل خاص | أداء الهلال "الأفريقي" لم يَعد بلسماً شافياً لعشاقه !  139047hp2

ا يختلف إثنان على أن الهلال السوداني إسترد (مؤخراً) اسمه البراق الذي إكتسبه من التأهل لنهائي دوري أبطال أفريقيا عامي 1987 و1992.

فقد تمكن الموج الأزرق من الترقي إلى دوري المجموعات "دور الثمانية" من بطولات الكاف المختلفة للعام الخامس على التوالي ونجح في التأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولات الكاف المختلفة ثلاث مرات في البطولات الأربع التي أقيمت في الفترة ما بين عامي 2007 و2010 ليمسح نجوم أمدرمان الصورة المهزوزة التي ظهروا بها في الفترة ما بين نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي.

نقاط قوة

مقبرة الأبطال: يعتبر ملعب النادي الملقب بهذا الاسم واحداً من نقاط القوة الرئيسية لكتيبة المدرب الصربي ميشو، ولكن الجديد في الأمر هو نجاح الهلال في التخلص من إحدى عقده التي ظلت تلازمه في السنوات الأخيرة وهي ثقافة تحقيق النتائج الإيجابية خارج الأرض، حيث عانى الهلال كثيراً من المباريات التي لعبها خارج قواعده في السنوات الماضية ما تسبب في ضياع عديد الألقاب.

الملاحظ في هذا العام أن الفريق لم يتلق أية هزيمة حتى الآن في دوري الأبطال حيث لعب ثلاث مباريات خارج أرضه تعادل في إثنتين منها أمام كالا الأنجولي والأفريقي التونسي بهدف لهدف، كما تعادل مع إنيمبا النيجيري بهدفين في كل شبكة بمدينة "آبا" علماً بأن الهلال كان صاحب المبادرة، وفي المقابل انتصر الفريق في كل مبارياته الأفريقية التي لعبها داخل أرضه حتى الآن، وكانت أخرها أمام العملاق المغربي "الرجاء البيضاوي" بهدف هداف البطولة "سادومبا".

إبراهيما: نجح الفريق في سد ثغرة مهمة كان يعاني منها طيلة الفترة الماضية وذلك بالتعاقد مع لاعب الصفاقسي السابق "إبراهيما توريه".

هذا التعاقد وفر صانع ألعاب جديد بإمكانه اللعب كأساسي بجوار قائد الهلال هيثم مصطفى أو تغطية غياب برنس الكرة السودانية بالدفع به وحيداً أو بجوار مهند الطاهر أو "بشة، مع العلم أن الهلال يلعب جل مبارياته بتشكيلتين هما 4-2-2-2 أو 4-3-1-2.

المرونة: إمتلاك الفريق لعديد اللاعبين الذين يجيدون اللعب في أكثر من خانة ما يوفرعلى المدرب بعض الخيارات الإضافية في حالة تعرض بعض اللاعبين لإصابة أو إيقاف، فإذا أخذنا على سبيل المثال لا الحصر اللاعب "خليفة أحمد" الذي يمكنه اللعب في وظيفتي الظهير الأيسر والأيمن، كما يمكنه اللعب في وظيفة الإرتكاز إذا لعب الهلال بالرسم التكتيكي 4-3-1-2.

البيئة: التناسق والتجانس الكبيرين بين الجهاز الفني والإداري للفريق ومعرفة كل شخص بالمهام التي عليه القيام بها دون التدخل في شؤون الآخر ما أدى إلى خلق بيئة عمل مريحة خالية من المشاحنات والمناكفات.

التحديث: من الأسباب المهمة التي أدت لثبات مستوى الهلال على الصعيد الأفريقي في السنوات الأخيرة هو الإحتفاظ بعناصر الفريق المؤثرة ودعمها بعدد معقول من اللاعبين سنويا بغرض تقوية خطوط الفريق وتغطية النواقص، فعملية التجديد في عناصر "الموج الأزرق" تتم بصورة تدريجية حتى لا تؤثر على المستوى الفني العام للفريق.

الجماعية: قدرة الفريق على تغطية بعض الغيابات التي تظهر من حين لآخر، ففي مباراة الرجاء البيضاوي مثلاً فقد الفريق جهود خمسة لاعبين أساسيين هم الحارس الدولي المعز محجوب والظهير الأيمن النيجيري يوسف محمد والظهير الأيسر عبد اللطيف سعيد ولاعب الإرتكاز علاء الدين يوسف والمهاجم الخطير مدثر كاريكا وعلى الرغم من ذلك تمكنوا من الإنتصار بهدف للاشيء، مع العلم أن تأثير غياب هؤلاء اللاعبين ظهر جلياً على أداء الفريق ولكن رفاق "عمر بخيت" تمكنوا من الظفر بالنقاط الثلاث وهذا هو المهم.

نقاط ضعف

الوسط: وجود نقص حاد في بعض المراكز المهمة داخل الملعب، فمثلاً لا يمكن أن نتصور فريقاً بحجم الهلال يسعى للظفر بدوري أبطال أفريقيا وهو يمتلك لاعبان فقط في وظيفة لاعب الوسط المدافع هما عمر بخيت وعلاء الدين يوسف، في حين أن كشف الفريق به بعض اللاعبين الذين يمكن الإستغناء عنهم لعدم فاعليتهم وقلة مشاركتهم مع الفريق في المباريات الرسمية.

سادومبا: كيف يكون هذا المرعب سلبية أو نقطة ضعف؟ للاسف قد يكون ذلك لإعتماد رفاق "هيثم مصطفى" في الآونة الأخيرة على هذا المهاجم الزمبابوي في تسجيل الأهداف الأفريقية دون غيره، ففي المباريات الأربعة الأخيرة للهلال في دوري الأبطال تمكن الفريق من تسجيل خمسة أهداف فقط إحرزها سادومبا لوحده بواقع هدف واحد في مباراة الأفريقي التونسي في أمدرمان ومثله في لقاء الإياب في رادس، وهدفين في مباراة إنيمبا النيجيري في مدينة "أبا" وهدف في مباراة الرجاء البيضاوي في أمدرمان، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف سيتعامل ميشو إذا غياب هداف ديناموز هراري السابق عن الفريق في أي من اللقاءات القادمة..أليس من المفترض تحضير أتوتو بونج ومعالجة كاريكا في الوقت المناسب؟؟

الخوف: إنتقد الكثير من المحللين تحفظ المدرب ميشو وحذره في المباريات التي يلعبها الفريق داخل أرضه على الرغم من توفر العناصر المناسبة التي يمكنها تأدية المهام الهجومية بالصورة المطلوبة دون التأثير على النواحي الدفاعية، هذا التحفظ أدخل الفريق في موقف محرج في مباراة الرجاء البيضاوي التي كادت أن تفلت من يد لاعبي "الموج الأزرق".

الافراط في الثقة: في بعض الأحيان تجد رفاق "سيف مساوي" يلعبون بثقة مفرطة ما قد يتسبب في ضياع بعض النقاط المهمة على الفريق.

ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى بعض الصحف الرياضية وكتاب الأعمدة الذين يمجدون لاعبي الفريق ويصفونهم بأبهى الصفات مع محاولتهم الإنقاص من حجم بعض الأندية التي تأتي إلى السودان ما يتسبب في غرور بعض اللاعبين.


السؤال



فندنا معاً أهم نقاط القوة والضعف لدى "هلال الملايين" فهل تنجح إدارة الفريق والطاقم الفني وكل من له علاقة بالهلال الكيان في الحفاظ على نقاط القوة وتطويرها والتخلص من نقاط الضعف أو التقليل منها بأكبر صورة ممكنة؟

أم يفشل الفريق كعادته في الظفر بدوري أبطال أفريقيا لينتظر جمهور "سيد البلد" الذي يعشق فريقه حتى النخاع عاماً آخر من أجل تحقيق حلم طال إنتظاره؟