وجهة نظر: للكاف..غَيّروا ..فالعرب سيطروا !!  63107hp2


مرحلتان مرتا على بداية دوري مجموعات أبطال أفريقيا والكونفدرالية، وقبل البداية بقليل وبالتحديد منتصف شهر يوليو انتهت العديد من الدوريات العربية، فبدأت بعض الأندية دخول فترات الراحة الصيفية واجازات مطلوبة لمعظم اللاعبين، ولكن هناك بعض الأندية مكتوب على لاعبيها الشقى والتعب طوال الموسم حتى في أوقات الراحة بسبب مشاركة أنديتهم في البطولات الأفريقية بعكس اللاعبين الأفارقة التي يتناسب موعد البطولة مع دورياتهم المحلية.



تعودنا منذ قديم الأزل من الاتحاد الأفريقي على مثل هذا الموعد التقليدي داخل القارة السمراء فالبطولة تبدأ منتصف الموسم وتشتعل بعد نهايته وكان الإعلام العربي يصمت ولا يُناقش الأمر كثيراً مع المسؤولين، فقد كانت الاندية والمنتخبات الأفريقية السمراء في الثمانينات والتسعينات مستحوذة على الساحة بشكل كبيرامثال "أشنتي كوتوكو"الغاني و "كانون ياوندي" الكاميروني وكانت أنديتنا العربية تعاني من بقايا الحروب والثورات الداخلية وكنا في مرحلة إعادة بناء للفرق الكبرى بالوطن العربي.

ولكن الآن لو نظرنا لبطولات الأندية فدوري الأبطال هذا الموسم شارك به عدد ضخم من الأندية العربية ما أدى لرؤيتنا دوري مجموعات مكون من ستة أندية عربية، كل نادٍ منهم مرشح لحصد اللقب وفي المقابل هناك ناديين فقط من أفريقيا السمراء هما القطن الكاميروني وإنيمبا النيجيري؛ ولاننسى أنه كان هناك مواجهة عربية خالصة في دور ال16 بين الأفريقي التونسي والهلال السوداني جعلتنا نفقد ممثل عربي أخر في ربع النهائي.

ولو نظرنا أيضاً لبطولة الأمم الأفريقية التي تقام في موعد يريد العالم كله أن يُغيره ولكن الكاف يرى ما لا يراه أي شخص فالبطولة القارية تُقام في شهر يناير الفترة الأصعب في أوروبا والتي تضطر اللاعبين لترك انديتهم والعودة إلى منتخباتهم المختلفة بغض النظر عن مصالح تلك الأندية التي تنفق الملايين سنوياً على هؤلاء اللاعبين، وهذا ما يُسبب لهم القلق عند التعاقد مع اللاعب الأفريقي كل صيف، ما سيؤدي لكارثة حتمية في المستقبل القريب بتراجع الطلب على الأفارقة في سوق الانتقالات.

أوروبا لا تضطر لايقاف دورياتها، فالأمور تسير، لكن نحن هنا في الوطن العربي نقوم بتأجيل مباريات منتصف الموسم ما يسبب لحدوث مشاكل مستقبلية بسبب كثرة التأجيل، بسبب مشاركة المنتخبات في بطولة الأمم مع الأخذ في الاعتبار أن تلك البطولة اصبحت ماركة عربية مُسجلة بحصول تونس على اللقب في 2004 بعد الفوز في النهائي على المغرب العربي واحتقار أحفاد الفراعنة للبطولة في الثلاث نسخ الأخيرة لتبتعد المنتخبات الأفريقية عن الواجهة وتتراجع للخلف.

وبعد كل هذا لا يوجد أي تعديل من الكاف لمواعيد البطولات التي تشتعل في الوقت الذي ينتهي فيه الموسم العربي ولا يجد اللاعبين أي مجهود بدني يساعدهم في الاستمرار كما هو الحال الآن مع أغلب الاندية العربية (المسيطرين) على القارة والمتسيدين لها حالياً، وعلى النقيض تتناسب المواعيد مع المنتخبات والاندية السمراء –المبتعدين منذ زمن- والتي تبدأ عندهم البطولة مع انطلاقة الموسم وتنتهي مع نهايته بالشكل الطبيعي.

السؤال: كيف سيكون حال الترجي الأهلي أو الهلال أو الوداد... دون فترات راحة كافية بعد موسم محلي شاق خاضوه بشجاعة واجتهاد وكان مطلوب منهم الفوز بالألقاب المحلية مع محاولة إرضاء جماهيرهم بالفوز بالبطولة الأفريقية؟؟.

وهل سيستمر الحال على ما هو عليه أم بعد سيطرة العرب الجلية سيُغير الكاف من سياسته؟